الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــياة

ليس للابـــــــداع حــــــــــدود
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 «حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مجهول الهويه
عضو فعال
عضو فعال
مجهول الهويه


عدد الرسائل : 355
تاريخ التسجيل : 12/11/2007

«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» Empty
مُساهمةموضوع: «حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية»   «حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» Icon_minitime2007-11-15, 6:40 pm

حظيت حرب أكتوبر باهتمام واسع من قبل المفكرين والساسة والعسكريين في الوطن العربي واسرائيل بل وفي العالم أيضا ولعل كتاب حرب أكتوبر وأزمة المخابرات الاسرائيلية للمؤلف الاسرائيلي،


تسفي لائير أحد كبار المفكرين في مجال الدراسات الاستراتيجية في اسرائيل نموذج لذلك ومما يزيد من أهمية هذا الكتاب أنه أثار ضجة كبيرة في اسرائيل عند صدوره أدت في النهاية الى اختفائه والتعتيم الشديد عليه وتجاهله تماما في الكتابات العسكرية والاستراتيجية والسياسية الاسرائيلية التي تتناول حرب أكتوبر بالتحليل والدراسة والنقد وهو ما دفع مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة الى ترجمته الى العربية واصداره مؤخرا في اطار سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية التي يصدرها المركز.


ويقول د. محمد محمد أبوغدير الذي قام بالترجمة أن المؤلف يقدم في هذا الكتاب نقدا عنيفا للتفسيرات الاسرائيلية التي أعطيت لتبرير هزيمة الجيش الاسرائيلي في حرب 1973 مؤكدا على ضعف تلك التفسيرات وأنها لا تتناسب أبدا مع هذا الحدث الهائل في تاريخ العسكرية الاسرائيلية لكونها أول هزيمة عسكرية لاسرائيل على أيدي العرب.. كما أنها لم تفد في الكشف عن جوانب التقصير التنظيمية والمخابراتية من جانب الجيش الاسرائيلي ولا في تحليل عنصر المفاجأة وكيفية حدوثها حيث أنها تناولت قشور القضية فقط والظواهر السطحية لها ولم تتناول صلب المفاجأة والأسباب العميقة لها حتى لا تعترف بانتصار الفكر السياسي والعسكري العربي على الفكر الاسرائيلي لذلك فإن هذا الكتاب يعد شهادة تقدير واعتراف قوي بالنجاح الذي حققته العسكرية العربية في 1973 رغم محاولات التخفيف من الصدمة التي لحقت باسرائيل وبالاسرائيليين وبمؤسساتها السياسية والعسكرية والتي تصل الى حد عدم الاعتراف الكامل بالهزيمة.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9



ويتكون الكتاب من ثلاثة فصول ويتحدث المؤلف في الفصل الأول عن المفاجأة والانذار المبكر وهل المفاجأة في حرب أكتوبر كانت نتيجة لفشل في الانذار المبكر وأن المخابرات العسكرية الاسرائيلية فشلت لأنها لم تقدم الانذار المبكر المطلوب وبالتالي فهي مسئولة مسئولية مباشرة عن الانتصار المصري السوري في الحرب فالانذار المبكر يسمح بالتعبئة المنظمة لقوات الاحتياط كأساس راسخ في خطط دفاع الجيش الاسرائيلي وقد سقط هذا الأساس وبالتالي فشل الجيش الاسرائيلي في تنفيذ خططه الحربية وبخاصة لأنه يعتمد اعتمادا أساسيا على وحدات الاحتياط وانتشارها واستدعاء الاحتياط يعتمد على الانذار المبكر الذي لم يتم، فقد قضت لجنة اجرانات في أعقاب حرب يوم الغفران بأن المخابرات العسكرية «أمان» فشلت لأنها لم تقدم الانذار المبكر المطلوب ولذلك رأت اللجنة أن «أمان» مسئول بدرجة كبيرة عن النجاحات غير المتوقعة التي حققتها كل من مصر وسوريا خلال الأيام الأولى للحرب.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9



وقد رأت لجنة أجرانات وكذلك الرأي العام الاسرائيلي أن فشل جهاز المخابرات الاسرائيلي في اعطاء الانذار المبكر كان أحد الأسباب الرئيسية التي حالت دون توفير الامكانيات لجيش الدفاع لتنفيذ خططه السابقة عن الحرب ولو نفذت لكان في استطاعة جيش الدفاع كما حدث في الحروب السابقة تحقيق الانتصار الحاسم والسريع على الجيوش العربية حيث أن القوة الرئيسية لجيش الدفاع تعتمد على وحدات الاحتياط.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9



ومن المسلمات الراسخة الأخرى والتي تتصل بالمفاجأة التي حدثت في حرب يوم الغفران تلك التي ترى بأن الانذار المبكر المخابراتي الذي قدم صبيحة السادس من أكتوبر حدد الساعة 18.00 موعدا لبدء الحرب ولكن الحرب بدأت فعلا قبل ذلك بأربع ساعات أي في الساعة 13.58 ويتمسكون بأهداب تلك الحقيقة لتفسير الفشل العسكري الذي حدث في الأربع والعشرين ساعة الأولى للحرب وفي تفسير حقيقة أن الوحدات النظامية في القيادة الجنوبية لم تكن منتشرة وفق التخطيط المسبق، فمن المؤكد أن عدم تعبئة الاحتياط كما كان مخططا له بسبب الانذار المبكر قصير المدى فجر مشاكل خطيرة على مستوى تسليح القوات وتزويد الوحدات المختلفة بالعناصر البشرية المنقولة اليها على استعجال وأدى ذلك في بعض الأحيان الى الدفع بقوات الى ساحة القتال قبل أن تصل كل عناصر الدعم.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


وفي نهاية هذا الفصل يقول المؤلف أنه يجب أن نضع علامة استفهام في نهاية الزعم القائل بأنه لو وصل انذار مبكر وبصورة مبكرة ولو قام جيش الدفاع بنشر كامل قواته لفشل المصريون والسوريون في تحقيق هدفهم ولما وقعت الحرب حيث يؤكد رئيس الأركان المصري الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته عن حرب يوم الغفران أن تقديرات المخابرات المصرية كانت ترى بأنه رغم خطة التمويه المصرية سيكون لدى الاسرائيليين انذار مبكر لمدة ثلاثة أيام على الأقل بل ربما سيكون لديهم هذا الانذار المبكر قبل اندلاع الحرب بخمسة عشر يوما


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


اكتشاف الصورة الخاطئة وفي الفصل الثاني يناقش المؤلف الفارق بين المفاجآت الآتية والمفاجآت الأساسية وأن صدمة يوم الغفران تتركز في اكتشاف المجتمع الاسرائيلي للصور الذاتية الخاطئة عن أنفسهم وعن قدرتهم العسكرية والاجتماعية وعن قدرتهم المعنوية حيث رأت لجنة أجرانات أن مفاجأة حرب يوم الغفران وقعت لأن التصور الخاص بشعبة المخابرات في القيادة العامة كان خاطئا وقد ربطت اللجنة ذلك بافتراضين استراتيجيين وهما.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


ان مصر لن تبدأ الحرب ضد اسرائيل إلا اذا ضمنت لنفسها وفي البداية توافر القدرة الجوية على مهاجمة العمق الاسرائيلي وبخاصة مهاجمة المطارات الاسرائيلية الرئيسية لكي يصاب السلاح الجوي الاسرائيلي بالشلل. أن سوريا لن تشن هجوما واسعا على اسرائيل إلا اذا حدث ذلك في توقيت واحد مع مصر.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


والملمح الهام الآخر الخاص بحجم المفاجأة الأساسية والذي لم يشمله وصف لجنة أجرانات لمصطلح «التصور» هو حالة الهلع التي شعر بها الطرف الذي تعرض للمفاجأة والتي لا ترتبط بالخصم مباشرة فقد انهارت خلال حرب يوم الغفران الفكرة القائلة بأن الجيش الاسرائيلي هو «محمية طبيعية» داخل المجتمع الاسرائيلي وأنه يمكن الحفاظ ولفترة طويلة من الوقت بهذا الجيش كواحة للفاعلية والمنعة للنأي به بعيدا عما يصيب المجتمع المحيط به وفوجئ الاسرائيليون بعدم فاعلية تنظيمه وانهيار المصداقية في التصريحات المتكررة من جانب زعمائهم من أن اسرائيل حققت بعد الأيام الستة انتصارا رسخ أمنها وحولها الى قوة جوية كبرى مما سيساعدها على تخليد الوضع الراهن السياسي الاستراتيجي على الدوام.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


ولكن تبين للاسرائيليين في السابع من أكتوبر وللمرة الأولى أن هناك امكانية في أن تقع الهزيمة بجيش الدفاع على أيدي العرب بكل ما يستدل من ذلك من معان تجاه الصورة التي كونها الاسرائيليون عن قوتهم القومية - الاجتماعية - لقد فوجئ الاسرائيليون عندما تبين لهم بأنه ليس في مقدور الجيش الاسرائيلي حسم المعركة في جبهتين في آن واحد وأنه لكي يحقق الحسم في إحدى الجبهتين فإن عليه أن يتقبل وبصورة مؤقتة المكاسب العسكرية التي يحققها العرب في الجبهة الأخرى. ويمكن أن نفسر حالة الهلع التي حدثت بأنها ناجمة عن التبدد المفاجئ للمسلمات المتوارثة فهذه الفجوة بين التوقعات وبين الأحداث الفعلية فجرت الدافع النفسي للعثور على سبب أو عنصر تحمله مسئولية ما حدث وكان السبب الأول الذي سبق كتفسير للفجوة بين التوقعات وبين الواقع الفعلي هو عدم تلقي الانذار المبكر في الموعد المناسب فلقد خلقت سلسلة حروب اسرائيل منذ حرب 1948 وحتى حرب يوم الغفران صورتين داخل المجتمع الاسرائيلي ـالأولى: أن الأمن يحدد بالوسائل العسكرية وليس السياسية.


ـ الثانية «أن أي صدام عسكري مع العرب ينتهي بتعاظم الأمن الاسرائيلي وكان لحرب الأيام الستة دور حاسم في ترسيخ هاتين الصورتين..


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


وقد توافرت خلال حرب الاستنزاف جميع الملامح المطلوبة لزعزعة هذا التصور ولكن وبصورة تدعو للاستغراب قاموا بترسيخ هذا التصور حيث نظر الاسرائيليون الى نهاية حرب الاستنزاف على أساس أنها نصر اسرائيلي يثبت عجز العرب في أن يفرضوا على اسرائيل حلولا بالوسائل العسكرية وأنه بعد ثبوت التفوق الاسرائيلي في حرب الأيام الستة باعتبارها حربا شاملة فإن حرب الاستنزاف أثبتت أنه ليس أمام العرب فرصة الصمود في وجه اسرائيل في مثل هذه الحرب بينما تشكل الرؤية المصرية لحرب الاستنزاف دحضا واضحا لتلك النظريات الاسرائيلية، وهكذا ازدادت في أعقاب حرب الاستنزاف الآمال التي علقها الجيش على السلاح الجوي لكي يكون قادرا خلال الحرب القادمة أيضا على العمل كمدفعية ثقيلة وأن يقدم الدعم للقوات البرية ويحدث ذلك رغم أن حرب الاستنزاف أبرزت المصاعب المتزايدة أمام تحقيق حرية العمل للسلاح الجوي في الجبهة بسبب حوائط الصواريخ وفي صيف 1973 نشر نظام صاروخي للدفاع الجوي من دمشق فجنوبا صوب درعا وهكذا أصبحت هضبة الجولان جميعها منطقة مغطاة بالصواريخ وتضاءلت مساحة العمل أمام السلاح الجوي بنسب كبيرة واستند الدفاع الاسرائيلي في مرحلة صد الهجوم السوري على الدعم الفوري الذي يقدمه السلاح الجوي اذ لم تتواجد على امتداد الخط الأمامي ذاته سوى 70 دبابة تقريبا وقوة مشاة محدودة وما بين 3-4 بطاريات مدفعية.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


ولكن ورغم كل ذلك لم يتم الاستفادة من هذه المعلومات حيث واصلت اسرائيل التمسك بتصور خاطئ عن أهداف الحرب العربية عشية حرب الغفران وخلالها أيضا فالمعلومات الواضحة التي تتحدث عن قيام المصريين والسوريين بحشد قواتهم استعدادا للحرب لم تدفع القيادة السياسية الى تصديق أن السادات والأسد يبدآن الحرب حقا وكان الموقف الاسرائيلي يرى بأن مثل هذه الحرب ستحسم عسكريا لصالح اسرائيل حيث أن العرب يفتقرون أي فرصة للانتصار فيها. ولذلك فقد شكلت حرب يوم الغفران بعدا جديدا عند مقارنتها بسلسلة الحروب التي خاضتها اسرائيل ضد العرب منذ حرب 1948 فهذه هي المرة الأولى التي خاض فيها الجيش الاسرائيلي حربا جاءت بدايتها في صورة هجوم عربي بكامل قواته فالخبرة التاريخية لجيش الدفاع لم تحصنه ضد هذا الاحتمال.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


صحوة مبكرة ويشير المؤلف الى أنه رغم تعرض الجيش الاسرائيلي لحرب جاء بدايتها من جانب العرب لأول مرة فقد برزت سمة هامة خلال المراحل المتأخرة من الحرب وهي معدل الصحوة التي شاهدها الجيش لقد توافرت لاسرائيل خلال حرب يوم الغفران القدرة على قراءة الوضع وبسرعة الى جانب الحنكة والارتجال والجرأة لدى القادة المحاربين وكانت تلك عوامل هامة في الصحوة العسكرية في تحويل عجلة الحرب من وضع استهلالي خطير الى وضع تحقيق مكاسب عسكرية في نهايتها فقد نفذ الاسرائيليون الهجوم المضاد الأول الذي فشل في الجبهة الجنوبية في الثامن من أكتوبر أي بعد يومين من حدوث المفاجأة وفي الجبهة الشمالية استكملت قوات الجيش الاسرائيلي حتى العاشر من أكتوبر اعادة الاستيلاء على هضبة الجولان فيما عدا جبل الشيخ وبدأت في تقدمها في عمق الأراضي السورية وحدث كل ذلك رغم تعرض اسرائيل لمفاجأة في جبهتين وفي توقيت واحد.



«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


وفي الفصل الثالث يقدم المؤلف تحليلا عميقا للدروس المستفادة من حرب اكتوبر 1973 ومن أهم هذه الدروس من وجهة نظر المؤلف أن حرب يوم الغفران كشفت التناقض الجوهري القائم بين التطور العظيم للفكر السياسي والعسكري المصري والسوري وجمود الفكر السياسي والأمني الاسرائيلي حيث تضمن التخطيط المصري السوري للحرب مجموعة كبيرة من اجراءات الاخفاء والتضليل ونفذ ذلك تحت ستار المناورة العسكرية حيث تلقى الضباط الذين تقرر اشراكهم في الحرب على مستوى السرية والكتيبة أوامر العبور قبل بداية الحرب بساعات معدودة فقط وأشارت البرقيات والرسائل المصرية الكثيفة التي قامت شعبة المخابرات في القيادة العامة بفك رموزها الى أن هؤلاء مشغولون بمناورة كبرى وقد أدى ذلك الى تزايد مشاعر المصداقية في المعلومات العلنية التي بثها المصريون عن المناورة كما قام المصريون في الرابع من أكتوبر بتسريح حوالي 20 ألف جندي من الاحتياط ونشر ذلك على الملأ كما نشرت جريدة «الأهرام» في الخامس من أكتوبر خبرا عن تسجيل أسماء الجنود للحج لمن يرغب في ذلك كما لم تعط اعمال المراقبة لما يحدث على مسافة 150-200م حيث تتواجد مواقع الجنود المصريين في الضفة الغربية للقناة أي اشارة الى الحرب المقبلة بل العكس هو الصحيح فقد قيل بعد الحرب من أن الجنود المصريين شوهدوا صبيحة يوم الغفران وهم يجلسون في استرخاء على المرتفعات الرملية ويرتدون ملابسهم الداخلية.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


ويبدو في نهاية الأمر أن خطة الاخفاء والتضليل المصرية رسخت الاعتقاد لدى الاسرائيليين بأن المصريين والسوريين لن يجرؤوا على الهجوم ولكن لم يكن الاخفاء والتضليل يشكلان العنصر الحاسم في خلق هذا الاعتقاد بل الذي فعل ذلك هو الخداع الاسرائيلي الذاتي وكما يبدو فإن المخططين المصريين لم يولوا قبل الحرب أهمية حاسمة لعملية الخداع والتضليل ومن الشواهد الهامة على أن المصريين لم يعلقوا أهمية حاسمة على الخداع خلال تخطيطهم للحرب ماقاله الفريق الشاذلي والذي ورد في كتابه «حرب أكتوبر - مذكرات» من أن المخابرات المصرية ذاتها كانت ترى أن اسرائيل ستحصل على انذار مبكر قبل الحرب بخمسة عشر يوما وبدأ المصريون في تبني أسطورة الخداع بأثر رجعي عندما تبين لهم الى أى مدى كانت المفاجأة شيئا حاسما وعلى ضوء السهولة غير المتوقعة التي تمت بها عملية العبور جاء ابراز أهمية النجاح في الخداع كجزء من التوجه المصري الى اظهار حرب يوم الغفران ليس فقط كنصر عسكري بل كشاهد على انهيار أسطورة التفوق العسكري الاسرائيلي.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9



مفاجأة السادات وجاء الدرس المستفاد الآني والهام للغاية متصلا بحجم الجيش ففي أعقاب الحرب بدأ الجيش الاسرائيلي مسيرة تعاظم كمي ضخم وبصورة غير مسبوقة وزاد حجم الجيش الاسرائيلي بحوالي الثلث مقارنة بحجمه قبل الحرب وزادت قواته النظامية بما يقرب الى النصف وبالنسبة لأجهزة المخابرات فإن الدرس الأساسي الذي يجب الخروج به من مفاجأة حرب يوم الغفران هو أنه ليس هناك ما يضمن عدم وقوع أجهزة المخابرات التي تعمل بفاعلية أكبر نسبيا على مستوى تقديرات الموقف الآنية والتي حققت انجازات كبيرة في مجال جمع المعلومات بل ونجحت في تطوير منظومة انذار مبكر آن ومتطور «وهو ما تميزت به منظومة المخابرات الاسرائيلية عشية حرب يوم الغفران» في مفاجآت أساسية أخرى وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك فقد تعرضت أجهزة المخابرات الاسرائيلية للمفاجأة مرة أخرى بعد اربع سنوات من حدوث المفاجأة الاساسية لحرب يوم الغفران وكانت هذه المفاجأة من نوع المفاجأة الأساسية ونقصد بذلك زيارة السادات للقدس التي كانت بمثابة مفاجأة اساسية لغالبية الاسرائيليين بما في ذلك أجهزة المخابرات والزعامة السياسية خاصة وأن عددا محدودا من الأشخاص كانوا مشاركين في سر هذه الزيارة. ولا يتمثل فشل المخابرات الاسرائيلية «أمان» في عدم تقديمها الانذار المبكر بشأن الزيارة وموعدها بل يتمثل أيضا في الكشف عن عدم الادراك الأساسي للتغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي حدثت في مصر والتي حدثت قبل ذلك بفترة من الوقت وأدت الى قيام الرئيس السادات بزيارة القدس.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


ومن المجالات التي ربما كان تمسكنا فيها بتصور قومي خاطئ ما يتصل بنظرتنا الى سوريا باعتبارها أكثر أعداء اسرائيل تطرفا وشراسة ونشاطا وأنها آخر الدول العربية المرشحة للتوقيع على اتفاق سلام مع اسرائيل ويبدو على الأقل توافر عدة حقائق كان يجب أن تفجر علامات استفهام حول هذا التصور فليس هناك أي شك في الوضوح والتشدد الايديولوجي المعلن من جانب النظام البعثي في سوريا ولكن هذا النظام أثبت ولمرات عديدة قدرته على اتباع سياسة تتسم برجاحة العقل تجاه اسرائيل وعلى الالتزام بكبح جماح النفس والمرونة طالما أن مصلحته تدعوه الى تطبيق هذه السياسة التي مكنت الطرفين سوريا واسرائيل من تحاشي الدخول في حرب .


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


بينهما في الساحة اللبنانية ومن تحقيق الاستقرار المستمر وعلى عدم تجاوز رد فعل عال في هذه الساحة الصاخبة والمتقلبة إلا أن التصور الاسرائيلي تجاه السوريين هو تصور راسخ واحتمالات اعادة دراسته بصورة موضوعية هي احتمالات ضئيلة للغاية ولا ينبع ذلك فقط من الحاجز النفسي الايديولوجي بل ينبع أيضا وبصورة لا تقل عن ذلك من أن النظام السياسي في اسرائيل يخلو من أي عنصر سياسي مهتم باجراء مثل هذه الدراسة فليس هناك من يقوم بجمع بل وتقديم نفس الشواهد القائمة التي يستدل منها أن التصور الاسرائيلي تجاه سوريا ليس سليما بالضرورة.


«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية» 38kp9


توضيح لابد منه الموضوع قد قمت بتجميعه من اكثر من مصدر واحتفظ به منذ فترة كبيرة جدا
وارجو منكم جميعا المساعدة لاخراجه باجمل شكل حيث اني قد عاصرت حرب اكتوبر وتفاعلت معها وكنت وقتها في العاشرة من عمري واتمني ان اقدم بموضوعي هذا فائدة لنا جميعا كمصريين نحب وطننا ولكل من لم يعاصر تلك الحرب اتمني ان يجد معلومات كافية واطلب من كل الاخوة الذين لديهم بيانات او موضوعات وضعها لنخرج في اخر الامر بعمل متكامل جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noureney.ahlamontada.com
 
«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصر ما قبل حرب اكتوبر
» التواريخ الهامة قبل حرب اكتوبر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــياة :: الحياه العام :: التاريخ-
انتقل الى: