كشفت دراسة حديثة، أن ست دقائق من التدريبات الرياضية المكثفة أسبوعيا قد تكون كافية ولها تأثير ست ساعات من التدريبات المتوسطة.
وبينت دراسة أجريت في جامعة ماك ماستر الكندية أن ممارسة التدريبات الرياضية القصيرة المكثفة للغاية تساهم في زيادة قوة عضلات الجسم والقدرة على التحمل.
لكن الخبراء يحذرون من أن الوقت ربما يكون قد أصبح متأخرا بالنسبة لأولئك الذين أهملوا موضوع اللياقة البدنية.
وبموجب المفاهيم الرياضية السائدة يلجأ الناس عادة إلى ممارسة التدريبات الرياضية المتوسطة لمدة 20 إلى 30 دقيقة ثلاث أو أربع مرات أسبوعيا.
ويقول رئيس فريق الأبحاث البروفيسور مارتن جبالا إن تدريبات رياضية قصيرة ومكثفة للغاية ساهمت في تحسين الحالة الصحية للعضلات وأداء الجسم مقارنة بما يتحقق نتيجة عدة أسابيع من ممارسة التدريبات الرياضية التقليدية.
وإن التدريبات الرياضية القصيرة المكثفة ربما تكون مناسبة أكثر لأولئك الذين يتمتعون باللياقة أصلا.
وأفضل طريقة للمحافظة على سلامة الجهاز الدوري ووزن الجسم هي اتباع ممارسة الرياضة.
وتشير الدراسة التي نشرت بدورية الفسيولوجيا التطبيقية إلى أن ممارسة التدريبات الرياضية القصيرة المكثفة للغاية تساهم في زيادة قوة عضلات الجسم والقدرة على التحمل.
وبموجب المفاهيم الرياضية السائدة يلجأ الناس عادة إلى ممارسة التدريبات الرياضية المتوسطة لمدة من 20 إلى 30 دقيقة ثلاث أو أربع مرات إسبوعيا.
وقد عقد العلماء مقارنة بين 23 شخصا قاموا بتدريبات رياضية مختلفة ثلاث مرات إسبوعيا. ووجدوا أن الجميع أصبحوا على درجة جيدة من اللياقة البدنية والنشاط.
مارست المجموعة الأولى رياضة ركوب الدراجات بسرعة متوسطة لمدة ساعتين، بينما مارست المجموعة الثانية ركوب الدراجات لمدة 10 دقائق يوميا في نوبات تستغرق كل منها 60 ثانية، وبمعدل أسرع قليلا من المجموعة السابقة.
أما المجموعة الثالثة فقد تسابق أفرادها بأقصى سرعة لمدة دقيقتين في سباقات يستغرق كل منها 30 ثانية، مع الراحة لمدة أربع دقائق بين كل سباق وآخر.
وأكمل المتسابقون 18.6 ميل في بداية الدراسة، وكرروا الأمر بعد اسبوعين من التدريب.
ووجد أن المجموعات الثلاث حققت تقدما بنفس المستوى.
وأوضح التحليل أن معدل امتصاص العضلات للأوكسجين عند الجميع - وهو مقياس أساسي للياقة- كان متساويا.
كذلك وجد أن معدلات الانزيم المنظم للأوكسيجين في الأنسجة ويساعد في مقاومة الاصابة بمرض السكري - أيضا متساوية.
وقال رئيس فريق الأبحاث البروفيسور مارتن جبالا:"لقد ساهمت تدريبات رياضية قصيرة ومكثفة للغاية في تحسين الحالة الصحية للعضلات وأداء الجسم مقارنة بما يتحقق نتيجة عدة اسابيع من ممارسة التدريبات الرياضية التقليدية.
وقال جون بروير - مدير أكاديمية لوكوزيد للعلوم الرياضية للبي بي سي - إن التدريبات الرياضية القصيرة المكثفة ربما تكون مناسبة أكثر لأولئك الذين يتمتعون باللياقة أصلا.
واضاف بروير أن أفضل طريقة للمحافظة على سلامة الجهاز الدوري ووزن الجسم، هي اتباع التعليمات الرياضية الحالية.
وفي هذا السياق توصلت دراسة نشرت في (American Journal of Preventive Medicine)، الى أن ساعة واحدة من الرياضة يمكن أن تحسن اللياقة البدنية، بينما تساهم في عملية تذويب الشحوم، التي بدورها تبعد تناذر حرق الغذاء المميت في الجسم.
ويشكل ارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع الكولسترول وارتفاع السكر في الدم وتراكم الشحوم في البطن، جميعها خليطا من عوامل الخطورة المسماة (تناذر الاستقلاب Metabolic Syndrome).
وهذه المجموعة تزيد من خطورة الاصابة بأمراض في القلب وداء السكري والموت المبكر.
وينصح بممارسة التمارين الرياضية للتخفيف من عوامل هذه المخاطر، خاصة وأن الدراسة أثبتت أن الرياضة تذيب الشحوم المتراكمة في منطقة الخصر، والتي هي بمثابة عامل أساسي في ذلك التناذر.
كما تبين أن الرياضة تساعد في الوقاية من الأمراض القلبية، والتغلب على ارتفاع الضغط، والكولسترول .
الرياضة التي تم إجراء الدراسة عليها تمثلت في تمارين الاحماء العادية، مجموعتين من تمارين المقاومة الجسدية مثل رفع الاثقال (10 - 15 مرة)، و45 دقيقة من الايروبيك (جهاز المشي، الدراجة الثابتة، جهاز صعود السلالم).
ومع زيادة اللياقة الجسدية أمكن زيادة المدة الزمنية، بما يتناسب مع الهدف المحدد منها لصحة القلب.
وأثبتت نتائج الدراسة، التي أجريت في كلية الطب بجون هوبكنز، تراجع عوامل الخطورة بعد ستة أشهر من التمرينات الرياضية، حيث نقص الوزن وزاد حجم العضلات، مع تراجع الشحوم في الجسم.
وبلغت نسبة الذين تخلصوا من مجموعة عوامل تنادر الاستقلاب بعد تلك المدة 18 بالمائة .
ويقول الدكتور كيري ستيوارت، المشرف على الدراسة: "يستفيد الأشخاص المتقدمين بالعمر من الرياضة بصورة ممتازة، خاصة بالنسبة للتخفيف من عوامل الخطورة."
كما اشار إلى ان النتائج تؤكد أنه يمكن تحفيز الجمهور عامة للمشاركة في الأنظمة الرياضية على اختلافها، ولبعض العوامل كتراكم الشحوم في البطن، يمكن للرياضة أن يكون لها دور يماثل العلاج الدوائي في معظم الحالات